آوازا (تركمانستان) – يواصل المغرب تعزيز مكانته كفاعل رئيسي في التعاون جنوب-جنوب، من خلال جعل الدول النامية غير الساحلية، وخاصة الإفريقية منها، في صلب أولوياته الاستراتيجية. وبمناسبة انعقاد الدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة حول الدول النامية غير الساحلية، الذي يُعقد من 5 إلى 8 أغسطس في آوازا (تركمانستان)، أكد وزير النقل واللوجستيك المغربي، السيد عبد الصمد قيوح، التزام المملكة الراسخ بدعم تنمية متضامنة ومستدامة.
وخلال كلمته في الجلسة العامة، أبرز السيد قيوح الجهود التي يبذلها المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لمواكبة الدول غير الساحلية، لا سيما في إفريقيا، عبر مشاريع ملموسة وهيكلية. وتطرق بشكل خاص إلى المبادرة الملكية الرامية إلى تمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي، باعتبارها رافعة استراتيجية للتحول الاقتصادي والاندماج في سلاسل القيمة العالمية.
وتعتمد هذه المبادرة على تقاسم الخبرة المغربية وتوفير البنيات التحتية للنقل بالمملكة (الطرق، السكك الحديدية، الموانئ)، وهي تندرج ضمن رؤية إفريقية شاملة تقوم على الاستقرار والازدهار والتعاون المعزز.
كما ذكّر الوزير بعدد من البرامج الرائدة التي أطلقها المغرب في هذا الإطار التضامني، من بينها اللجان الإفريقية الثلاث المعنية بالمناخ، ومبادرة تكييف الزراعة الإفريقية مع التغيرات المناخية (AAA)، ومركز الكفاءات في مجال التغير المناخي، ومبادرة الاستدامة والاستقرار والأمن بإفريقيا (SSS)، إضافة إلى منصة الشباب الإفريقي من أجل المناخ.
وقد رحبت المملكة باعتماد خطة عمل آوازا للعِقد 2024-2034، معتبرة أنها تشكل إشارة قوية نحو تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الدول غير الساحلية، خاصة في ما يتعلق بالربط، والانتقال الطاقي، والمرونة الاقتصادية.
ودعا السيد قيوح إلى تعبئة دولية قوية لمواكبة هذه الدول في التغلب على هشاشتها في ظل الأزمات العالمية، من خلال شراكات مبتكرة واستثمارات موجهة نحو البنيات التحتية والقطاعات ذات القيمة المضافة العالية.
وتضم الوفد المغربي المشارك في هذا المؤتمر كل من السيد عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، والسيد محمد رشيد معنينو، سفير المملكة لدى عدد من دول آسيا الوسطى، بالإضافة إلى عدد من الدبلوماسيين ومسؤولي وزارة النقل واللوجستيك.